ميراث الندم
المحتويات
يا واد ابوي مدام قررت تتخطى وتنسى يبجى من كله انا تبعتك رغم اني كنت معترضة في البداية بس عشان ارضيك رضخت هدير مربياها زي بناتي ودي فرحتها بيك ولا اكنها عترت على فتى أحلامها بلاش تشوه الحلم الجميل اللي عايشاه
اشوه الحلم اللي هي عايشاه!
ردد بها ساخرا من خلفها لتتسع ابتسامته في رده مقللا
بهتت تطالعه بعدم استيعاب حتى تلجم فمها عن الرد فتابع
جميلة انا عايزة اغير هدومي واللحج الليلة اللي ورايا مش ناوية تطلعي بجى ولا اغير جدامك
لا خلاص يا واد ابوي انا ماشية
انا اساسا ورايا هم ما يتلم لبس البنات ولا الخدمة في عشا الحريم ولا جوزي دا كمان اللي عايزني احضرله خلجاته عشان يتسبح
ظل متابعا لها حتى اغلقت باب الغرفة واختفت ليزفر بتنهيدة اخيرة قبل ان ينهض لتغير جلبابه ولكنه اجفل على انارة الهاتف بهذا الرقم الدولي المعروف تبسم ساخرا في مراقبة الاتصال حتى انتهى ليتناول هاتفه بعد ذلك ثم يفتحه من الداخل مخرجا بطاقة الخط ليكسرها نصفين قبل ان يرمي المتبقي في سلة المهملات مدما
اكيد مضايجة اني دخلت من غير إذن
اهتز كتفها بدلال ترد على قوله
إنت حر بس يعني اعمل اي حركة عشان احس ولا اخد بالي
ردد من خلفها بمشاكسة
ما انا مش عايزك تحسي ولا تاخدي بالك عشان اخد راحتي
تخصرت تكبت ابتسامتها بصعوبة توجه سؤالها له
راحتك في ايه في ان شاء الله هو البص عليا من غير ما اخد بالي بجى فيه راحة كمان دا كدة اسمه تربص
أكمله بمشاكسته ليقترب متمتما
وبجى لسانك يطول كمان بس بسيطة انا اعرف اجصوهولك زين
قابلته بتحدي رافعا ذقنها للأعلى
طب وريني يا عارف هتعرف تجصه ازاي
تبسم يعض على شفته السفلى يردد لها بتوعد يغمره احساس بأنه قد حان الوقت!
تمام خالص وانا مستنية
شملها بنظرة وقحة كالعادة ليومئ بغمزة من عيناه
حلو جوي اشوف انا
شجاعتك دي توصلك لفين
قالها ثم تبختر في خطواته خارجا من الغرفة نحو جلسته مع بعض الزوار من أصدقائه الذين أتوا من أجل تهنئته
كانت تتصفح لترى الجديد على وسائل التواصل الإجتماعي حينما ظهر امامها هذا المنشور المفاجئ على جروب أبناء البلدة ليس منشورا واحدا بل هو مجموعة منشورات عن عقد القران اليوم واحتفال ضخم يقيمه مع الفرقة المشهورة وصوت المطرب المعروف على مستوى جنوب الصعيد كافة اشعار تكتب عن المناضل ابن البلدة الذي تغرب ثم اتى الان ليكمل نصف دينه بالتزامن مع بدء قيامه بمشروع هام سوف يساهم في رفعة البلدة وتشغيل مجموعة كبيرة الشباب من العاطلين
قطبت بحيرة وهذه الأسئلة التي طرأت فجأة بذهنها متى خطب ليلحق بالزواج بهذه الفترة القصيرة ومن أين له بكل هذه الأموال للقيام بهذه الاشياء الضخمة والسؤال الأهم متى قام بجمعهم لقد انتظرته خمس سنوات لماذا ظل كل هذا الوقت ليعود بهذه الأموال الضخمة لماذا تشعر وكأنها تراه رجلا غريبا
لم تشعر بنفسها وهي تضغط بأصابعها على شاشة الهاتف لتكبر وجهه وتقربه اكثر ف أكثر تبحث عن عمر القديم الذي تعرفه اين الملامح السمحة اين عمر
على الفور دفعت الهاتف من يدها تبرر بضعف
والله العظيم ظهر المنشور جصادي لوحده انا مكنتش
قطعت لتلحق به بعدما اجفلها بالتفافه ليذهب متجاهلا الرد او الاستماع لها اوقفته بجذبه من مرفقه
عارف بلاش كدة اسمعني وافهني الاول
نفض يدها عنه پعنف هادرا بصوت مخيف يحذرها بسبابته
مسمعش نفس انا رافض أي تبرير ورافض أي كلمة منك اساسا
اومأت رأسها بأعين تحتجز بها الدموع لتردف بصدق ما تشعر به
انت حر أكيد بس انا عايزاك تاخد بالك ان دا راجل اتجوز خلاص وانا كمان اتجوزت يعني كل واحد فينا راح لحاله انا مليش غيرك دلوك يا عارف انت بس اللي تخصني لكن هو لا
لانت ملامحه قليلا حتى هدير انفاسه هدأت وتيرته الى حد ما محدقا بها بحيرة امتزجت بغضبه ثم ما لبث ان ينهي كل ذلك بخروجه من امامها دون استئذان يتركها وحدها تمسح
متابعة القراءة