ميراث الندم

موقع أيام نيوز

الله يا بسيوني البلد كلها كأنها جنينية كبيرة في كل حتة اراضي مزروعة عروش العنب ولا اشجار المانجة الكبيرة محاوطة كل بيت 
عقب بسيوني بزهو يكتنفه
البركة في الدهشان الكبير هو اللي استصلح الصحرا وبعدها الدنيا اتعمرت زي ما انت شايف كدة وعياله كملوا الرسالة ربنا يباركلهم هما كمان 
فعلا عندك حق بس انا بقى عايز اشوف جنانين الفاكهة اللي بنصدر منها هنلحق نروحها على رجلينا ولا نرجع على البيت الكبير ونروح بالعربية
تبسم يجيبه بمشاكسة
يا بيه ما انا جولتلك من الاول نطلع بالعربية بس انت اللي جولت عايز اتمتع بالهواء النقي 
مط بالاخيرة ليثير الحنق بداخله حتى استنكر هاتفا به
بتتريق عليا يا بسيوني طب انا فعلا بقى مش تعبان وايه رأيك بقى هكمل معاك كدة على رجلينا حتى لو هنلف كل البلد المهم انت متتعبش يا حبيبى 
رد بهدوء يغيظه
يا سيدي على كيفك زي ما تحب وانا ايه اللي يتعبني يعني دا حتى البلد بلدي والسكة سكتي 
رمقه بغيظ حتى هم ان يعقب على كلماته قبل ان يتفاجأ بالوجه الصغير المألوف وهي تركض نحوه
عمو يوسف 
ايه ده ايه! انتي ايه اللي جابك هنا يا بنت
تمتم بها يفتح ذراعيه للصغيرة قبل ان يجفله بسيوني بلكزة خفيفة يهمس له بإشارة خفية نحو المنزل الذي خرجت منه الصغيرة
دا بيت جدها طليجة غازي جاعدة فيه 
اااه
تمتم بها بتفهم ليتلقف الصغيرة بعد ذلك وخلفها شقيقاتها يداعبهم ويلاطفهم بحكم معرفته بهم من منذ حضوره الزفاف مع والدهم 
وفي الأعلى كانت تراقب من شرفتها باهتمام شديد لهذا الغريب الذي يداعب صغيراتها وكانه على معرفة وثيقة بهما
غلبها الفضول حتى ارتدت عبائتها وهبطت اليهم لترى من هو هذا الغريب الانيق ولكنها لم تلحق به وقد ذهب يكمل جولته مع بسيوني همت ان توقف ابنتها الكبرى لتسألها ولكنها تفاجأت بزوج شقيقتها الكبرى عفيفي يركض قادما نحو المنزل حتى اذا دلف من الباب الخارجي هتف بها لاهثا
اللحجي يا فتنة غازي الدهشان داير طحن في اخوكي في الحوش اللي ورا البيت وشكله كدة هيخلص عليه 
ايه ده ايه ده حصلت نصيبة ولا ايه
غمغم بها سعيد بجزع قبل ان يهجم وزوج من أبناء شقيقه الأكبر يامن ليفصلوا ناجي من قبضة ابن عمه الذي كان يكيل له من الضربات الموجعة على وجهه وكامل جسده
صړخت فتنة بدورها بعد ان اتت مع زوج شقيقتها الكبرى ضاربة بنصائح والدتها في الانتظار وعدم الخروج من المنزل نظرا لحساسية الوضع بينها وبين طليقها عرض الحائط متحدية الاعراف وأحكام الدين وكل شيء 
طالج نفسك زي الطور الهايج على خلق الله إيه فرحان بنفسك بكرة ربنا ياخد عفيتك دي اللي بتفتري بيها 
بس يا بت اجفلى خشمك انتي
صاح بها يامن بحزم ينهرها ولكن والدها كالعادة عاكسه بتأيدها وهو يرفع ابنه عن الارض بمساعدة عبد البر واسماعيل كي يستطيع الجلوس على الأرض
وانت عايز تسكتها ليه يا يامن مش اخوها دا اللي غرجان في دمه بسبب واد اخوك اللي عامل فيها كبير طب تجدر تجولي دا يرضي مين ده
خرج رد غازي بتحدي صارخ لڠضب الجميع
عنه ما رضى حد ولدكم غلط وخد جزاءه بس على كدة 
شايف واد اخوك وافتراه يا يامن 
علق بها سعيد مستنجدا بأخيه الذي صاح بدوره عليه
مينفعش الكلام دا يا غازي انتوا الاتنين كبار مش عيال صغيرين علمنا يا ولدي بالسبب اللي خلاك تعمل فيه كدة 
السبب بيني وما بينه يا عمي هو غلط وخد جزاءه على كدة وخلصنا 
لا مخلصناش ولا انت فاكرها سايبة وعشان ما منصب نفسك كبير على عيلتك يبجى خلاص مش هتلاقي حد يحكم عليك 
صاحت بها امام الجميع بجرأة تعدت الأعراف السائدة لحكم انفصالهم
حتى حدجها هو بنظرة ڼارية شرسة ثم شاح بوجهه عنها للناحية الأخرى مغمغما بالاستغفار يتجاهلها عن قصد
استغفر الله العظيم من كل ذنب عظيم حد يفهمها اني مليش خلق ليها ولا هي اخوها مش راجل عشان تاجي وتدافع هي عنه
خرج رد ناجي بلهاثه بعد ان تمكن اخيرا من الكلام
لاه راجل يا غازي وانا بجولهالك اها جوزهاني وحل الاشكال على كدة 
هي مين اللي يجوزهالك
صدر السؤال عفويا من ابن عمه عبد البر ليشعل نيرانا في قلب الاخر يحدجه بټهديد ووعيد لألى يأتي بإسمها امام احد ولكن فتنة بعقلها الشيطاني توصلت للإجابة بنفسها لتصرخ بما توصلت له 
جول كدة هو الموضوع كله بيدور حوالين السنيورة اللي جيبتها في بيتك عشان تجيب الخړاب معاها عاملة فيها العصفورة الضعيفة ام جناح مكسور وهي 
اسكتي 
صړخ بها ليردف مخاطبا لها بإزدراء يتشعب داخله نحو هذه النفس السوداء والتي لا يردعها شيء عن بث سمومها دون وجه حق حتى وهي المخطئة وهو الذي تعمد عدم الزج بها في عقابه مراعاة لبناته الصغار 
انتي ملكيش صالح وما تتدخليش في امور الرجال
تم نسخ الرابط