ميراث الندم
المحتويات
احتل هو مقعده في الخلف بعد عودته من زيارة هامة لأحد نواب مجلس الشعب في البلدة المجاورة للتفاوض معه على إحدى الأمور الهامة بمصالح العائلة هناك قبل سفره وقد تمكن من الانجاز معه في وقت قياسي بفضل الخبرة التي اكتسبها من جده في مرافقة الكبار فلابد من الاحترام المتبادل وألا يستهين بأحد مهما كان وضعه
رجل العائلة هذا اللقب الذي حصل عليه من الجد الأكبر حينما قرر ان يخلفه في تحمل المسؤلية من بعده متحديا الجميع وقد نجح هو في اثبات جدارته ليخمد للأبد كل الاصوات التي كانت معارضة له في البداية
قطع حبل افكاره فجأة منتبها على خروج إحدى النساء من الباب الخلفي للمنزل الكبير لفت انظاره سرعتها في العدو واضطراب خطواتها حتى شك في شخصيتها
بنظرة واحدة منه عرفها الأخير ليجيبه بتأكيد
لا طبعا يا كبير مخربطش هي نفسها مضړوبة الډم بعرجوب رجلها الناشف ودي حد ما يعرفهاش برضوا
تلاجيها جاية تطلب حسنة ولا حاجة
تطلب حسنة!
غمغم غازي باستغراب داخله
وايه اللي يخليها تطلع من الباب الوراني للبيت مش مكديها الباب الكبير اما عجايب دي والله
وجهها البيضاوي كان مشرقا ونضرا وجميلا بصورة مؤلمة وهو لا ينقصه
استجمع قوته من الداخل ليكمل طريقه محددا الهدف دون الالتفاف يمينا أو يسارا فقد اتخذ القرار وانتهى ليعود الى حياته مكتفيا بنصيبه مع زوجة فرض عليه إكمال حياته معها بفضل الرابط الواحيد الذي يجعله مواصلا فتياته الصغار فليضحي براحة البال من أجلهن
عمو يا عمو خازي
توقفت قدميه دونا عن ارادته عقله يأمره بالتحرك ولكن قلبه فرض القرار على باقي اعضاء الجسد ليلتف نحو الصغير متجنبا النظر إلى والدته والتي اضطرت لإنزال ابنها الى الارض بعدما اجبرها على ذلك بمحاولاته العديد في التملص حتى يركض نحوه وقد فتح له الاخر ذراعيه في دعوة تلقفها الصغير كالعادة وبكل ترحاب
جلس بالصغير متربعا على الأرض أسفل إحدى الشجيرات الكبرى بجانب السور غير عابئا بمظهره ولا بتغبر ملابسه الباهظة يتحدث معه وكأنه يفهمه
بس انت ملكش دعوة يا معتز انتي حبيبي وصاحبي وانا لو خلفت عشر ولد هتبجى انت اغلاهم سامعني يا باشا اغلاهم
بفمه كان يصفر انغاما لأغاني يعشقها يضع كفيه في جيبي بنطاله وكأنه عاد مراهقا ابن الثامنة عشر
اول مرة تحب يا قلبي هي دي اول مرة برضوا يا عمر
عقبت بها جميلة ضاحكة وقد فهمت على كلمات اللحن الذي كان يدندنه لتنهض عن العمل الذي كانت تقوم به في تنظيف الطيور الذي تم ذبحها وسلقها بالماء الساخن لتجهيزها في وجبة الغداء
وتابعت بخبث غير ابهة بنظرات الفتيات من ابناء شقيقاتها الاتي كن يساعدن معها
ياريتها جات الطلعة الحلوة دي من اول ما وصلت عشان نشوف الوش المنور ده
جلجل بضحكته حتى مالت رأسه للخلف ثم داعبها يلاعب حاجبيه أمامها بعبث جعلها تشهق فاغرة فاهاها بشغف لا تطيق الصبر على المعرفة فطالعته باستفهام تسأله بخفوت
ايه انا عايزة اعرف الأخبار
هم ليزيد بمناكفتها ولكن اوقفه الصوت المفاجئ لهذه الفتاة التي اقټحمت منادية
خالة جميلة انا جيبت فروجتين
اجفل عمر برؤيتها امامه مباشرة تحمل بيدها دجاجتين مخاطبة شقيقته بلهفة وابصارها منصبة عليه
خليت الفرارجي وزنهم بالمظبوط عشان ميضحكش عليا في التمن
بهت امام تحديقها المباشر به وتسمرها امامه حتى ود ان يسألها ان كانت تريد منه شيئا ولكن منعه تدخل شقيقته والتي اقتربت تتناول الدجاجتين مربتة على ذراعها بحزم
براوة عليكي يا هدير شاطرة يا حبيبتي روحي ياللا ساعدي البنتة هناكة عندينا عزومة كبيرة لناس حبايبنا جم عندنا
متابعة القراءة