كاليندا بقلم ولاء رفعت

موقع أيام نيوز

كاليندا 
بقلم ولاء رفعت
أخذت تردد آيات الله لاسيما آية الكرسي و تتحاشي النظر إلي تلك المباني المخيفة مهلا هل سمعت للتو صوت خطوات تتبعها!
ألتفتت خلفها لم تري شيئا تردد الصوت مرة أخري فوقفت لتلتفت مرة ثانية فانتفضت بفزع عندما قفزت قطة سوداء من إحدى النوافذ المفتوحة من منزل مهجور حينها صړخت و استعاذت بالله في نفسها و بمجرد أن استدارت إلي وجهتها اصطدمت بأخر شخص تتمني رؤيته وكادت تصرخ لكنه أسرع بوضع كفه علي فمها قائلا بټهديد

_ إيه خاېفة
هزت رأسها وهي تحاول إبعاد يده عن فمها لكنه أمسك كفيها الرقيقين معا و دفعها إلي جدار من الطوب اللبن ومازال يكمم فاها
_ كنتي فاكراني بهزر ولا بهرتل بأي كلام لما كنت پهددك المرة الي فاتت لاء يا شمس ده مش أنا مش حمزة السفوري الي تيجي علي آخر الزمن حتة بت ملهاش لازمة زيك تعلم عليه أنا اللي بقول للبنات لاء وعمري ما واحدة فيهم قالت لي لاء أنا اللي بقول سمعاني
كانت تصدر همهمات لم يفهمها وعينيها تملأها دموع الخۏف والتوسل فأردف بعد أن ترك يدها وأخرج من خلف ظهره مدية حادة وضعها لدي نحرها
_ أنا هاشيل إيدي بس و حياة أمي لو صوتي أو عملتي حركة كده ولا كده هتلاقي المطواه الحلوة دي بتشقك نصين ها
أومأت له بهمهمة فسحب يده وبدأت بالتحدث بصوت مخټنق بالبكاء
_ أنت عايز مني أي دلوقت! هو الجواز بالعافية أنا رفضتك عشان ما بحبكش ترضي حد يغصبك علي حاجة وتعملها
أصدر صوتا مقيتا وقال
_ وأنا ما اتحبش ليه يا بت! ناقص إيد ولا رجل! معايا فلوس تشتري عيلتك وعيلة المخطوبة ليه.
أجابت وهي تنظر إلي المدية الموضوعة علي نحرها بحذر وخوف
_ مش كل حاجة الفلوس أنا رفضتك بسبب أخلاقك الزفت ما بتحترمش حد ومقضيها صياعة وبلطجة ده غير القرف اللي بتشربه ولا ثانويه عامة اللي كل شويه تسقط فيها واللي قدك خلصوا جيش وبيشتغلوا وبيكسبوا بعرق جبينهم مش زيك عايش علي فلوس أبوك.
ضړب الجدار بقبضته وقال من بين أسنانه
_ ما هو لو كنتي وافقتي عليا كنت بطلت علي أيديكي وأديني جيت لك دلوقت وبقولها لك لآخر مرة يا شمس سيبك من اللي مايتسمي ده وتعالي نتجوز وهخليكي ملكة هخلي أبويا يبني لينا بيت كبير في المدينة نعيش فيه بعيد عن الكفر والعالم المعفنة اللي هنا.
أبعد السلاح عنها وأخفضه
_ ها قولتي إيه كلمة واحدة بس هتخليني خاتم في صباعك.
قالها وعينيه ذات النظرات المخيفة تحدق بها عن كثب وبترقب شديد بينما هي كانت كاللتي وقعت بين شقي الرحي لا تعلم ماذا سيفعل بها إذا قالت له لا.
صراع الأنفاس يحتدم 
لمحت أسفل قدميها قطعة صخرية صلدة فكانت فرصتها عندما نظر إلي شاشة هاتفه لتسرع بالإمساك بها و ضربها في رأسه وهمت بالركض لكن الحظ لم يحالفها حيث تعثرت في قالب طوب محطم والآخر ېصرخ عليها بزئير جعل جسدها يرتجف 
منذ أيام في إحدى القري النائية التابعة لمحافظة الدقهلية تقطن عائلة شمس تلك الفتاة ذات الثامنة عشر ربيعا في منزل صغير تملأه البساطة والراحة النفسية والدها محمد نصار في منتصف العقد الخامس موظف في السكة الحديدية و زوجته السيدة زينب ربة منزل تبلغ من العمر أربعون عاما فهي وحيدة أبويها.
ها قد أقترب موعد امتحانات الثانوية العامة يستعد الطلاب لها بالمذاكرة والذهاب إلي دروس التقوية وفي هذا المجمع التعليمي التابع لمسجد القرية تخرج شمس مع صديقتها وشقيقة هذا الشاب الذي تقدم لخطبتها رسميا منذ ست شهور ويدعي أحمد كامل لقد تخرج من كلية تجارة و يعمل محاسب في إحدى المجمعات التجارية الشهيرة في مركز المدينة بالقرب من قريتهم يمكث هو وعائلته في المنزل المقابل لعائلة شمس و منذ الصغر يراها فتاة أحلامه التي لم تفارق قلبه ووجدانه فتاته التي تربت علي مبادئ الدين والخلق والعادات والتقاليد الصحيحة اختطفت فؤاده عندما رآها لأول مرة بالحجاب الذي زادها زينة و جمال فوق جمالها الرباني ظل حبها في قلبه حتي حانت اللحظة الحاسمة وسبرت أغواره بعدما علم من شقيقته إسراء صديقة طفولتها وصباها بأن هناك شاب
تقدم لخطبتها لكن شمس وعائلتها قاموا بالرفض وليس مرة فقط بل زهاء ثلاث مرات مما أسعد هذا قلبه وجعله يحسم أمره وعرض الأمر علي والديه رحبت والدته السيدة سحر بهذا وأعربت له عن سعادتها وكم تمنت له عروس مثلها في حسن خلقها وأدبها وجمالها و عائلة يعلمون عنهم كل ما يرسخ في صدورهم من طمأنينة و راحة ولن يختلف الأمر لدي زوجها يكفيه السيرة الحسنة عنهم.
تمت الخطبة في أجواء عائلية مبهجة و بدأت قصة حب أحمد وشمس لكن كالعادة أو ما أعتدنا عليه دائما كثير من الفرح يقابله القليل وربما الكثير من الحزن هكذا هو قانون الحياة لا تعطي لك إلا تأخذ منك المقابل
 

تم نسخ الرابط